مدينة اللد
فسيفساء الثقافات المتنوعة
اللد , مدينة مختلطة , تسعى لتكون نموذجًا للتعايش في مدينة يعيش فيها جنبا الى جنب , اليهود , المسيحيون والمسلمون في فسيفساء رائعة من الثقافات والمجتمع المتنوع .
حصلت المدينة على تصنيف 4 من أصل 10
في الترتيب الإجتماعي - الإقتصادي
ما يقارب 52%
من الطلاب حصلوا على شهادة البجروت في العام 2009/2010
6،374
6,374 شيكل جديد متوسط الدخل وأجور العاملين للعام 2012( المعدل الوطني : 8,018 شيكل جديد )
ما يقارب ال 33 ٪
ما يقارب ال من سكان المدينة هم من القادمين الجدد
أغلبهم من من إتحاد الدول المستقلة , (11,860) من إثيوبيا (2,680)
(10,380) من دول أخرى
36.6٪
من إجمالي السكان هم من الأطفال حتى سن 18
12.4٪
من إجمالي السكان هم ما فوق 65 سنة
متوسط عدد الأفراد لكل أسرة
يبلغ متوسط عدد الأفراد في الأسرة 4.3 , وفي الوسط العربي 7.1
72.5٪ من سكان المدينة يهود
27.5٪ من سكان المدينة عرب
يبلغ عدد سكان مدينة اللد ما يقارب ال 81,000 نسمة
مساحة الصلاحية التابعة للمدينة
13,500 دونم
حول رؤية المدينة
مدينة اللد تتطلع إلى المستقبل
برئاسة المحامي يائير ريفيفو ، رئيس بلدية اللد وإدارة البلدية , تستثمر مدينة اللد موارد كبيرة في تطوير المدينة وإضفاء الطابع التجاري عليها من خلال التخطيط والتفكير الاستراتيجي .
-
تطوير مساكن ميسورة التكلفة وجذب فئات سكانية جديدة ومستقرة , وجعلها مدينة جذابة في أعين الشباب والسكان الجدد مع الحفاظ على الفئة الشبابية في المدينة , والحد من الهجرة السلبية
-
نمو اقتصادي متسارع يعتمد على تركيز اللد الحج للزوار ورجال الأعمال وإلى مركز الأعمال والتوظيف والصناعة.
تعزيز نمو إقتصادي متسارع يعتمد على جعل اللد مركزًا يتوافد إليه الزوار ورجال الأعمال ومركزًا للأعمال الريادية , توفير فرص عمل , ومركزاً إقليمياً متميزا في صناعة الاقتصاد .
-
تحويل مدينة اللد إلى مركز سياحي - تطوير المسار السياحي وزيادة حجم السياحة الداخلية .
-
الإرتقاء بمكانة المدينة وتحسين صورتها في نظر سكان المدينة ومواطني الدولة .
-
" مدينة تربوية " تشجع الإبتكار , الإبداع وريادة الأعمال التربوية وتعمل على تعزيز أهمية التعليم العالي بهدف تحقيق النهضة والنمو والتطور في مختلف المجالات لرقي الفرد والمجتمع .
-
أن تمتاز المدينة بنمط حياة مميز , متعدد الثقافات متنوع في تكويناته ثقافياً واجتماعياً , مجتمع تعددي منفتح ومتسامح فكرياً , وأن تكون رمزا للتعايش القائم على قيم التسامح والتفاهم والإحترام المتبادل في المدينة .
-
تحسين جودة الإدارة الحضرية ، إلتزام البلدية تجاه سكانها , خدومة, ودية , فعالة, مبدعة وخلاقة , توفر لسكانها مستوى عالٍ من الخدمة .
-
مدينة آمنة وتوفر بيئة سليمة لسكانها , تلتزم بالقوانين والنظام والحفاظ على امن وحقوق المواطنين في مجالها .
رؤية المدينة وفق بلدية اللد - التقرير السنوي للسكان لعام 2014
5,000 عام من التاريخ
يعود تاريخ مدينة اللد إلى نحو 5500 عام قبل الميلاد , من أكبر وأقدم المدن في دولة إسرائيل , المدينة الوحيدة في البلاد التي حافظت على الإستمرار السكانيّ فيها عبر العصور المتتابعة منذ القِدَم , بينما كان هنالك إنقطاع سكانيّ في العصور الغابرة في مدن عريقة في البلاد . نسبة الى موقعها الجغرافي المميز في مركز دولة إسرائيل جذبت المدينة اليها الآباء والأجداد من العهود التوراتية . على مر التاريخ , حكم المدينة العديد من الخلفاء المسيحيين والمسلمين , حيث ترك فيها السلاطين الأتراك تذكارات معمارية متناثرة بكثرة .
لطالما كانت بمثابة مركز روحي لليهود , المسلمين والمسيحيين . منذ العصور القديمة , أعتبرت مدينة اللد عقدة مواصلات عظيمة الأهمية وكانت محطة للقوافل التجارية البرية والبحرية , فقد تعاقبت عليها أمم شتى للإستفادة من موقعها الإستراتيجي في السيطرة على المنطقة الساحلية من جهه والمنطقة الجبلية من جهه أخرى , حيث أعتبرت شريان المرور الرئيسي لدولة إسرائيل . كان لهذه الحقيقة الاثر الحاسم على مكانة مدينة اللد وتطورها , بحيث يمكن ملاحظة جميع ذلك على الطرقات الرئيسية في المدينة , وعلى طرقاتها التي عبرت من خلالها القوافل العديدة وأقامت بالمدينة بغرض التجارة وساهمت في التنمية الاقتصادية بشكل كبير .
وكانت مدينة اللد في فترة إزدهارها تعتبر ثاني أهم مدينة بعد أورشليم القدس , حيث أقام فيها أكبرالحاخامات وأهمهم , وكانت تحتضن محكمة "السنهدرين الصغرى" والشرعية اليهودية ومدرسة تلمودية عليا كبرى , برئاسة الحاخام اليعازر بن هوركانوس , بالإضافة إلى عظماء المرشدين من الحاخامات والحكماء مثل الحاخام تاربون , الحاخام عكيفا والعديد غيرهم .
على مر السنين , مرت اللد بفترات تطور وإزدهار إلى جانب فترات ركود وإنحطاط , بسبب الحروب العديدة التي أبتليت بها المنطقة وإنتقال المدينة من يد حاكم إلى حاكم آخر: الإغريق , الرومان , الصليبيون , العثمانيون والأتراك , وجميعهم اتوا إلى مدينة اللد وضواحيها , سيطروا عليها وحكموها عبر السنين والفترات التاريخية السابقة .
عادت اللد إلى أيدي اليهود خلال حرب الإستقلال عندما قامت كتيبة الكوماندوز 89 بقيادة موشيه ديان , الذي قام بتحريرها خلال "عملية داني" يوم الخميس الموافق 11.7.1948 . وفي يوم الجمعة الموافق 5 أيار (مايو) عام 1949 (5.5.1949)، تم منح اللد لقب المدينة .
شهدت المدينة في سنواتها الاولى هجرة الاف اليهود نحوها من جميع انحاء العالم . وتم إستيعابهم وضمهم إلى المدينة حتى أصبحوا على مر السنين جزءًا لا يتجزأ من الحياة الطبيعية للمدينة , إنخرطوا وتوحدوا ضمن السكان المحليين , دون أي فرق , ليشكلوا نموذجًا للتعايش بين فسيفساء المجتمعات والثقافات المتنوعة - الدينية وغير الدينية , مخضرمين ومهاجرين , صغارا وكبارا , اليهود وغير اليهود . بإعتبار اللد مدينة مختلطة , فهي تشكل رمزا ونموذا للتعايش في دولة إسرائيل القائمة على قيم التسامح والتفاهم والإحترام المتبادل , في مدينة يعيش فيها جنبا الى جنب اليهود والمسيحيون والمسلمون . يبلغ اليوم عدد سكان المدينة ما يزيد عن 81,000 نسمة .
تاريخ مدينة اللد ومعالمها الاثرية
تشير الإكتشافات الأثرية إلى أن مدينة اللد تأسست قبل ما يُقارب ال - 8000 عام (في العصر الحجري) مقابل وادي المصرارة (ايلون)- قناة نهر أيالون . ومن خلال الحفريات الاثريّة تم الكشف عن بيوت طينية , وقبور , دفن فيها سكان الموقع . منذ تأسيس المدينة , وفي جميع الفترات والحقبات التاريخية لدولة إسرائيل كانت اللد مأهولة بالسكان , وقد تكون اللد المدينة الوحيدة في دولة إسرائيل التي حافظت على الإستمرارالسكانيّ بشكل مذهل , بينما كان هنالك إنقطاع سكانيّ في العصور الغابرة في مدن عريقة في البلاد كالقدس وقيسارية وعكا , بينما بقيت مدينة اللدعلى حالها .
دخلت مدينة اللد صفحات التاريخ منذ عصر الفرعون المصري الشهير , تحتمس الثالث , الذي مرعبر اللد في طريقه لإخضاع تحالف مدن كنعان وسوريا بالقرب من مدينة مجدو . تظهر الوثائق المصرية أن مدينة اللد أعنبرت أهم نقطة تجارية لكونها تشكل تقاطع ل"طريق البحر" - الاوتوستراد / الطريق السريع , احد اهم وأقدم الطرق التجاريه في الشرق القديم .
في بداية الفترة الفارسية , أصبحت اللد مركزًا مهمًا لتزايد الجالية اليهودية . في وقت لاحق خلال فترة المشناه والتلمود , كان في اللّد مركزاً هو الأول من نوعه في اهميتّه للإبداع الروحانيّ والأدبيّ , وقد ترعرع وأبدع في المدينة الكثير من كبار الحاخامات والأحبار , كذلك الحبر يهودا هاناسي الذي قُرن مع صفوريّة الجليل , ترددّ على اللد كثيراً وعملَ بها .
في العصرالروماني عندما حكمت الإمبراطورية البيزنطية البلاد , أدرك الحُكّام اهميّة اللد كمفترق طرق مهم في مركز البلاد . سبعة طرق امبراطوريّة ذات أهمية وسلطة ربطت اللد مع جميع المراكز المهمة في البلاد . وبالتالي حول الرومان المدينة إلى القلب النابض لإسرائيل .
أطلق على مدينة اللد في تلك االحقبة “DIOSPOLIS” "مدينة الإله " وكما يليق بلقب مدينة اله، فقد تم بناء المعابد الفاخرة تليق بلقب المدينة وتحولّت اللد لمدينة مزدهرة لا تقّل بجمالها وفخامتها عن قيساريّة , بيسان ومُدن رومانيّة أخرى. تم الكشف خلال الحفريات التي اُجريت في اللد عن فِيلّات (منازل فاخرة) رومانيّة تحوي على أرضيات فسيفسائيّة , أثاث رخاميّ , قطع نقديّة ذهبيّة ومجوهرات .
أبرز الموجودات من الحقبة الرومانيّة هي أرضية فسيفسائيّة إكتشفت في فيلّا رومانيّة تعود للقرن الرابع للميلاد , في حيّ يدعى اليوم "نافيه ييرِك". يظهر في الارضيّة سُفن فاخرة وحيوانات بحرية مما قد يدّل على أنّ صاحب الفيلّا كان بحاراً رغب بتزيين غرفة المعيشة بهذه المشاهد .
تم الكشف عن الأرضية الفسيفسائية الرائعة لمدينة اللد في عام 1996 وهي بلا شك أكثر الأرضيات إثارة للإعجاب في إسرائيل , وإحدى أكثرالارضيات إثارة للإعجاب في العالم القديم بأكمله .
خان الحلو
في مدينة اللد وُلِدَ وترعرع "جورج", الذي أصبح فيما بعد ضابطا في الجيش الروماني . بادر جورج في بثّ العقيدة المسيحيّة في أرجاء العالم والتبشير المسيحي في وقت أعتبر التبشير جرّماً وممنوعا منعا باتا , خاصة على أفراد الجيش . هنالك أساطير عديدة تتحدث انّه في أحد ترحالات جورج , واجه تنيناً وحشيّ , صارعه حتى تغلّب عليه . أصبح مشهد الصراع والرواية بين القديس جورج والتنين من أهم المشاهد والروايات في الفن المسيحي في جميع أنحاء العالم . بسبب مساعيه التبشيريّة تم إعدام جورج من قبل الجيش الروماني وتحوّل الى شهيد , القديس جورج , اللقب الأكثر سائداً في العالم المسيحي .
بعدما أصبح الدين المسيحيّ معترفاً به في الإمبراطوريّة , جُلب رفاته ليدفن في مدينة اللّد , ولا يزال من الممكن زيارة ضريحه الموجود في سرداب تحت أرض الكنيسة اليونانيّة الأرثوذكسية في المدينة .في العصر البيزنطي تم تغيير إسم مدينة اللد لمدينة "جورجيوبوليس" مدينة جورج . وتّم تشييد كنائس كبيرة وفاخرة .
في الصورة : تمثال السلام
في القرن السابع ، غزا المسلمون البلاد . وإتخذوا مدينة اللد لتصبح العاصمة لجند فلسطين (منطقة فلسطين) نتيجة لإدراكهم أهميتها والإعتراف بمركزية المدينة وموقعها الإستراتيجي وكونها القلب النابض لبلاد إسرائيل . وفقط بعد ما يقارب 80 عامًا , أنشأ المسلمون مدينة الرملة المجاورة , والتي تم بناؤها خصيصًا لتكون عاصمة بديلة لمدينة اللد , التي بإعتقادهم تتشابه بشكل كبير مع الثقافة الرومانية البيزنطية .
عندما غزا الصليبيون بلاد إسرائيل وإحتلوها , كانوا يدركون أهمية مدينة جورج في اللد لذلك قاموا ببناء كاتدرائية فخمة , كل ما تبقى منها هو حنية الكنيسة وبعض الأعمال الفنية التي تم دمجها لاحقًا في الكنيسة اليونانية .
في القرن الثالث عشر طرد المماليك الصليبيين من بلاد إسرائيل وسيطروا على اللد . قاموا ببناء مسجد العمري في المدينة , وجسر جينداس المعروف أيضا باسم جسر بيبرس فوق نهر أيالون شمال المدينة - وادي المصرارة . يعتبر جسر جينداس , الذي لا يزال قائماً حتى يومنا هذا , ويعد من أجمل الجسور القديمة في العالم , ومن أكثرها إثارة للإعجاب في اسرائيل . خلال الفترة العثمانية، أصبحت اللد بلدة مركزية في حوض جدول أيلون ومركزًا مهمًا لصناعة زيت الزيتون ومنتجاته . في منتزه السلام في المدينة , لا تزال بعض الهياكل الحجرية الرائعة التي كانت تستخدم حتى ما يقارب قبل 60 عامًا لإنتاج الزيت ومنتجاته . تم بناء (خان الحلو) في المدينة , وبعض المساجد والمنازل الحجرية الجميلة , والتي نجا بعضها وقائم حتى يومنا هذا .
عندما إحتل البريطانيون البلاد , أدركوا (مثل أسلافهم الرومان) أهمية موقع اللد وأنها المفترق المركزي والطبيعي للبلاد . لذلك قرروا بناء محطة مركزية للسكك الحديدية في المدينة , تربط بين القاهرة جنوبا ودمشق شمالا . وقاموا ايضا ببناء المطار الدولي للبلاد , شمال المدينة , عرف بإسم "مطار اللد"، وبقي يحمل هذا الإسم حتى وفاة رئيس وزراء إسرائيل دفيد بن جوريون .
بقلم الدكتور ألون شافيت - مدير المعهد الإسرائيلي للآثار وخبير في شوون اللد القديمة .